[size=21]حوار مع سجاده
كنت نائما فى ليلة من ليالى الشتاء الباردة
بعد تعب من مشاغل الدنيا وما اكثرها
وقد استلقيت على فراشى وغرقت فى نوم عميق جدا
فاستيقظت قبيل الفجر من عطش شديد الم بى
فقمت لاشرب الماء فسمعت أنينا يخرج من الارض
تلفت حولى فذهب الانين ثم ذهبت شربت الماء فعدت الى الفراش
واذا بالانين يعود مرة اخرى وفى هذه المرة كان الانين قويا
وكأنه صوت بكاء فتحسست الارض بيدى
حتى أمسكت ((سجادتى)) فسكتت قلت
مستغربا : أأنت التى تأنين يا سجادتى ؟!
قالت : نعم .
قلت : ولماذا ؟!
قالت : لقد أيقظك عطشك وشربت من الماء حتى ارتويت
وأنا بحاجة الى الماء ولا أجد من يثبتنى الماء ؟!
قلت : وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من الماء ؟
قالت : لا ليس هذا الماء الذى يثبتنى
انما يثبتنى دموع العابدين التائبين .
قلت : ومن أين لى اتى بهذا النوع من الماء ؟
قالت : وهذا هو سبب بكائى فقم يا عبد الله
وصل لله ركعتين فى ظلمة الليل
حتى تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل
ولم يبق من الوقت الا القليل وبعدها
يؤذن المؤذن لصلاة الفجر .
قلت : دعينى وشأنى يا سجادتى .
قالت : يا عبد الله قم لصلاة الفجر
فانها حياة للقلب والروح وقد حان موعد الاذان ليردد :
((الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم ))
وانت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم فى الليل والنهار
ولا تستجيب لنداء العزيز القهار ؟!!.
قلت متضايقا : دعينى انام يا سجادتى
فأنت تشاهدينى كل يوم لا اعود الى المنزل
الا وانا مرهق متعب ثم اخد اللحاف ووضعه على صدره
فشعر بالدفء واستسم لسلطان النوم
قالت السجادة : يا عبد الله وهل تعطى للدنيا اكثر مما تعطيه لدينك ؟
قلت بلهجة تهكمية : اسكتى يا سجادتى
أرجوك لا تتكلمى فاننى متعب ومرهق اريد ان انام
فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قاله عبد الله
وقالت بصوت حزين : اه لرجال الفجر !!
اه لرجال الفجر !!
ألم تسمع قول النبى (صلى الله عليه وسلم )
((لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروها يعنى الفجر والعصر ))
وقال عليه الصلاة والسلام : (( من صلى البردين دخل الجنة ))
وقال عليه الصلاة والسلام : ((أليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء
ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ))
فانتبه عبد الله من غفلته وقال : فعلا ان صلاة الفجر مهمة
السجادة : قم يا عبد الله قم
قال : غدا أبدأ ان شاء الله ولكن اتركينى اليوم لانام فاننى مرهق
السجادة : وهى متحسرة ((من لم يعرف ثواب الاعمال ثقلت عليه فى جميع الاحوال ))
ثم قالت : ستنام غدا فى قبرك كثيرا يا عبد الله وستذكر كلامى ونصحى
ثم تركته السجادة ونام عبد الله ولكن ! كانت اطول نومه ينامها فى حياته
فقد قبض فى تلك الساعة
فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة :
يا من يعد غدا لتوبته ... أعلى يقين من بلوغ غد ... المرء فى
عيشه على امل ... ومنية الانسان بالرصد ... أيام عمرك كلها
عدد ... ولعل يومك اخر العد .
[/size]كنت نائما فى ليلة من ليالى الشتاء الباردة
بعد تعب من مشاغل الدنيا وما اكثرها
وقد استلقيت على فراشى وغرقت فى نوم عميق جدا
فاستيقظت قبيل الفجر من عطش شديد الم بى
فقمت لاشرب الماء فسمعت أنينا يخرج من الارض
تلفت حولى فذهب الانين ثم ذهبت شربت الماء فعدت الى الفراش
واذا بالانين يعود مرة اخرى وفى هذه المرة كان الانين قويا
وكأنه صوت بكاء فتحسست الارض بيدى
حتى أمسكت ((سجادتى)) فسكتت قلت
مستغربا : أأنت التى تأنين يا سجادتى ؟!
قالت : نعم .
قلت : ولماذا ؟!
قالت : لقد أيقظك عطشك وشربت من الماء حتى ارتويت
وأنا بحاجة الى الماء ولا أجد من يثبتنى الماء ؟!
قلت : وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من الماء ؟
قالت : لا ليس هذا الماء الذى يثبتنى
انما يثبتنى دموع العابدين التائبين .
قلت : ومن أين لى اتى بهذا النوع من الماء ؟
قالت : وهذا هو سبب بكائى فقم يا عبد الله
وصل لله ركعتين فى ظلمة الليل
حتى تنير لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل
ولم يبق من الوقت الا القليل وبعدها
يؤذن المؤذن لصلاة الفجر .
قلت : دعينى وشأنى يا سجادتى .
قالت : يا عبد الله قم لصلاة الفجر
فانها حياة للقلب والروح وقد حان موعد الاذان ليردد :
((الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم ))
وانت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم فى الليل والنهار
ولا تستجيب لنداء العزيز القهار ؟!!.
قلت متضايقا : دعينى انام يا سجادتى
فأنت تشاهدينى كل يوم لا اعود الى المنزل
الا وانا مرهق متعب ثم اخد اللحاف ووضعه على صدره
فشعر بالدفء واستسم لسلطان النوم
قالت السجادة : يا عبد الله وهل تعطى للدنيا اكثر مما تعطيه لدينك ؟
قلت بلهجة تهكمية : اسكتى يا سجادتى
أرجوك لا تتكلمى فاننى متعب ومرهق اريد ان انام
فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قاله عبد الله
وقالت بصوت حزين : اه لرجال الفجر !!
اه لرجال الفجر !!
ألم تسمع قول النبى (صلى الله عليه وسلم )
((لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروها يعنى الفجر والعصر ))
وقال عليه الصلاة والسلام : (( من صلى البردين دخل الجنة ))
وقال عليه الصلاة والسلام : ((أليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء
ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ))
فانتبه عبد الله من غفلته وقال : فعلا ان صلاة الفجر مهمة
السجادة : قم يا عبد الله قم
قال : غدا أبدأ ان شاء الله ولكن اتركينى اليوم لانام فاننى مرهق
السجادة : وهى متحسرة ((من لم يعرف ثواب الاعمال ثقلت عليه فى جميع الاحوال ))
ثم قالت : ستنام غدا فى قبرك كثيرا يا عبد الله وستذكر كلامى ونصحى
ثم تركته السجادة ونام عبد الله ولكن ! كانت اطول نومه ينامها فى حياته
فقد قبض فى تلك الساعة
فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة :
يا من يعد غدا لتوبته ... أعلى يقين من بلوغ غد ... المرء فى
عيشه على امل ... ومنية الانسان بالرصد ... أيام عمرك كلها
عدد ... ولعل يومك اخر العد .